Wednesday, May 14, 2008


مذكرات فنان

( قصيدة من قصائد ديواني الشعري المطبوع " ضفائر الورد والندي الباكي )

بقلم : لمياء مختار

كم هي عبث ٌ أعمالي ..
كم هي زَبـَد ٌ آمالي ..
روحي تمتلك جناحين ِ ..
نسـْـجـُهما من قرص الشمس ِ ..
لكنّ الموج يحاصرني ..
يسكب ظلمات ٍ في عيني ..
ويذيبهما في قطراته ْ ..
وإذا نبت لي غيرهما ..
يبتلعهما ..
ويعود القلب لزفراته ْ ..
ويعود الصدر لنفثاته ْ ..
ويعود الحال كما بالأمس ِ ..
* * *
تقول صبية ٌ بضفيرتين عني :
إنني فنان ْ ..
لكنني أرتاب ْ ..
إذ كيف يعاقب بالنسيان ْ ..
من قدم آيات الحسن ِ ..
وتـُغـَلــَّـق ُ دوني الأبواب ْ ..
وتـُـكـَـدَّس ُ أستارُ تراب ْ ..
فوق تماثيلي في الدكان ْ ..
يُثقل سمعي وقع الخطوات ..
تذهب وتجيء بلا وقفة ..
قد تتبعها بعض اللفتات ..
بعيون ٍ طائرة ٍ حيري ..
ووراء زجاج ٍ كضباب ْ ..
تتوافد أشباح ٌ تـتـْـري ..
لكن لا تلمع أعينهم ..
أبداً ببريق الإعجاب ..
ما أنصفني إلا الطفلة ..
أعجبها نحت ٌ لصبي ٍ ..
في الغابة يعزف بالمزمار ْ ..
من تحت الرمش المتثني ..
تبرق عيناها كشقي ٍ ..
تدنو مني ..
يتدفق من وردة فمها ..
عطر الأزهار ْ ..
حين تغني ..
وتدور وفي يدها التمثال ..
أيُّ خيال ..
قد أيقظ روحاً تتبلور ..
في ليلة عيد ..
ولعلكِ يا بنتي خـِلت ِ ..
أن النحت دمية ُ سُـكـّر ْ ..
وأظنك ِ إذ أنت ِ كبرت ِ ..
قد تبتعدين ..
وبعذب القول علي كهل ٍ ..
سوف تضنين ..
كهل ٍ مثلي ..
ما سامره وقت َ الليل ِ ..
إلا التنهيد ..
* * *
أنصفني يوماً آخر طفل ٌ ..
يطفو بؤبؤه المتلون ..
ألواناً زرقاءَ رمادية ..
فوق بحيرات ٍ سحرية ..
من دمع العين ..
ويقول أنا حزن كـُوِّن ْ ..
من زَبـَد بحار ٍ همجية ..
تتعلق عيناه بصورة ..
لامرأة ٍ في نصف العمر ِ ..
ما تلك المقلة بخبيرة ..
لكن َّ بأوتار القلب ِ ..
روحاً تدفعه للسير ِ ..
في وجهة قطرات الحب ِ ..
تتدفق من عين المرأة ..
يلصق طفلي دوماً أنفـَه ْ ..
في كل مساء ْ ..
بزجاج ٍ واللوحة خلفـَه ْ ..
ترتعش ملامحه الشقراء ْ ..
يحمل كل مساء ٍ عبئـَه ْ ..
كان الطفل يتيم الأم ِ ..
أدرك ما فيه من ألم ِ ..
دوماً أتمني أن أمسح ..
من فوق الشعر المتناثر ْ ..
لكن الفرصة لا تسنح ْ ..
فسريعاً ما سوف يغادر ْ ..
من غير كلام ٍ أو سر ِّ ..
إلا نظرات ٍ بالعين ِ ..
لا تعدلها قصص الدهر ِ ..
من رفق ٍ لا يغمض جفني ..
إلا مع نسمات الفجر ِ ..
وضياء أذان ..
يغشي الدكان ..
* * *
من أعجب لفتات الزمن ِ ..
عند القـَدَر ِ ..
أن تسقط قطرات الطل ِّ ..
من فوق الوردات الذبـْـلي َ ..
تتحدر كدموع الرجل ِ ..
فوق جبين ٍ قاس ٍ خشن ٍ ..
أصبح من حزن ٍ لا يَبلـَي ..
مثل الصخر ِ ..
فأنا الليلة مثل الطائر ْ ..
قد رقص بقدم ٍ واحدة ٍ ..
قد نثر حبوباً وبشائر ْ ..
في موجة سحب ٍ صاعدة ٍ ..
إذ أني اليوم بدكاني ..
قد داعب نومٌ أجفاني ..
فرأيت التمثال الأسمر ْ ..
يمسح دمعات ٍ تتحدر ْ ..
من فوق جفوني المرخاة ..
ورأيت يد المرأة تدنو ..
تمسح قطرات ٍ من عرقي ..
وترتب لوحات الورق ِ ..
قد بدت اللوحة والفرشاة ..
نجيمات ٍ .. تلمع ُ .. تعلو ..
تاجاً برؤوس المنحوتات ..
قد قالت لي كل اللوحات ..
إنا نبضات ..
تقفز من وتر ٍ للروح ..
كشهاب ٍ قد قرر قدرَه ْ ..
وأفاق وقد ضيّع عمرَه ْ ..
من غير جنون ٍ وجموح ْ ..
من غير خلود ٍ للحظات ..
قفزت ببحيرة ألحان ..
فاهتز لها كل الشجر ..
واتسعت منها العينان ..
ومضي يرشف منها القمر ..
ويضيف لها بعض الألماس ..
من نظراته ْ ..
كي يسكب منها في عينيك ..
بريقاً ..
قد ذاب الصخر بلمحاته ْ ..
فتـَحـُول الصخرة بين يديك ..
عذاباً حلواً مسروقاً ..
من نار النفس المضطرمة ..
من بين خمود نفوس الناس ..
يا مبدعنا ..
إنا نبضات ٌ للخلد ِ ..
للفن ِ ترانا مخلوقات ْ ..
هل تــُبدل بخلود العهد ِ ..
بضع نقود ٍ وريالات ْ ؟ ..

( تمت )
* * *

10 comments:

Lamia Moukhtar said...

الشاعر الأستاذ نوفل

أهلاً بك وبجميع أهل العراق الكرام ، اطلعت علي أشعارك الجزلة القوية فأهلاً بك ، وأرجو أن تعجبك كتابتي كما أعجبتني كتابتك ، وبالمناسبة فقد كان لي قصيدة عن العراق الشقيق في ديواني الشعري الذي صدر عام 2003 وسوف أضيف القصيدة إلي مدونتي بإذن الله وأتمني أن تعجبك

أتمني أن يتحرر العراق ويسوده الأمن والسلام والرخاء قريباً جداً بإذن الله

نوفل said...

شكراً لكِ غلى أطرائك
وطبعاً أعجبتني كتابتك الهادءة الشيقة
وأنا أنتظر بشوق قصيدتكِ التي وعدتيني بها عن العراق
وأتمنى لكِ دوام العطاء
وشكراً

Unknown said...

وقفت كثيرا بين السطور سيدتى

فما رايت الا امراة كفراشة تداعب الكلمات وتلعب بالاحرف فى خفة لا مثيل لها
فدرة كتابية استوقفتنى .. وخيال أخذنى مع كل حرف .. وقفت برهة وعدت مرة اخرى لاقرا بنهم كاننى لم اقرا منذ عمر اخر .. قرات كاننى انسان اخر غيرى .. هذا الانسان طالما كان يدور بين المدونات باحثا عن شىء
اوجدته .. نعم وجدت قبل اى شىء احساس انثى بين السطور ...

سلمت اناملك سيدتى الجميلة بكل ما تحمله المعانى

لك منى وردة جورية و :)

من بعيد .. بكتبلك

Lamia Moukhtar said...
This comment has been removed by the author.
Lamia Moukhtar said...

البحث عن أنا شيء جنوني

أسعدتني كثيراً كلماتك وأحسست أن جهدي ومشاعري أثناء كتابة القصائد لم يذهبا سدي .. رغم أن الشعر يتنكر له الكثيرون الآن إلا أن كلامك أعاد لي الأمل في الإحساس العميق للقاريء الفنان بالشعر .. شكراً جزيلاً لك وأتمني أن أظل عند حسن ظنك في الكتابة وتعجبك جميع كتاباتي إن شاء الله فمن الواضح أنك فنان متذوق للأدب

وبالمناسبة كلمات " امرأة " و" سيدتي " تشعرني بأني كبيرة في السن .. في الحقيقة أنا فتاة شابة وأفضل كلمة " فتاة " أو " أنثي " علي كلمة امرأة أو سيدة لأني لست سيدة بالمعني المتعارف عليه .. لا تغضب مني فهذا هو عقل البنات ولا أختلف عنهن كثيراً في ذلك هههه

شكراً جزيلاً لك مرة أخري ويسعدني أن أستلم وردتك التي تهديني إياها فهي وسام يشعرني بأن كتابتي وجدت صدي ويكفيني هذا

وأرجو أن تعجبك مسرحيتي التي ستصدر في كتاب في خلال أسبوعين أو أقل إن شاء الله إذا استطعت الحصول علي نسخة منها وقراءتها ، وهذا هو جروب المسرحية علي الفيس بوك إذا أردت أن تطلع عليه وشكراً جزيلاً لك

www.facebook.com/group.php?gid=35495319280

د. محمد رضا said...

يكفيني المقطع الاول

رائع بما فيه الكفايه


تقبلي مروري

تحياتي لكِ

Lamia Moukhtar said...
This comment has been removed by the author.
Lamia Moukhtar said...

شكراً جزيلاً يا د. محمد .. يسعدني كثيراً وصفك للمقطع الأول بالرائع وأرجو أن أظل عند حسن ظنك في الكتابة إن شاء الله ، وبالمناسبة هناك جروب علي الفيس بوك لمسرحيتي الأدبية التي ستصدر في كتاب في خلال أسبوعين إن شاء الله إذا أردت معرفة معلومات عنها ، وعنوان الجروب

www.facebook.com/group.php?gid=35495319280

خالد عمامي Khaled AMAMI said...

ماهذا الهوس بالتشظي انه شعر علي عتبات التحول الى طيف شفاف يري ولا يري انني في الحقيقة فقدت الامل في العثور علي شعر يمتشق جياد الحداثة موغلا في كشف اقبية ذات الشاعر /الفرد نعم ذدهذ ليس اطراءا لانني عايشت 3 اجيال من شعراء اللغة العربية الادبية ومججت منذ سنوات الثمانيات تكرار الور الشعرية الى حد الغثيان . ان تصفح سريع لقصيتك مذكرات فنان ازعجتني بسبب انحرافها عن المنتشر هنت كشاعرة مسكونة برغبة لامادية تدفعك للتشظي خلال العملية الابداية و بسبب ملامستك الحدود ويجب الاعترام ان اللغةالمشتغل بها شفافة
jaillissante
انا لا اعترف بالمواثيق التاريخية للغات عدا امتياز للنص المقدس لذلك امنحيني امتياز دهس اللغات لنتواصل

خالد عمامي Khaled AMAMI said...

ماهذا الهوس بالتشظي انه شعر علي عتبات التحول الى طيف شفاف يري ولا يري انني في الحقيقة فقدت الامل في العثور علي شعر يمتشق جياد الحداثة موغلا في كشف اقبية ذات الشاعر /الفرد نعم ذدهذ ليس اطراءا لانني عايشت 3 اجيال من شعراء اللغة العربية الادبية ومججت منذ سنوات الثمانيات تكرار الور الشعرية الى حد الغثيان . ان تصفح سريع لقصيتك مذكرات فنان ازعجتني بسبب انحرافها عن المنتشر هنت كشاعرة مسكونة برغبة لامادية تدفعك للتشظي خلال العملية الابداية و بسبب ملامستك الحدود ويجب الاعترام ان اللغةالمشتغل بها شفافة
jaillissante
انا لا اعترف بالمواثيق التاريخية للغات عدا امتياز للنص المقدس لذلك امنحيني امتياز دهس اللغات لنتواصل