Thursday, March 26, 2009


د. سيد البحراوي يكتب مقالاً رائعاً عن " ولكنه موتسارت " في البديل



أصدقائي الأعزاء

لقد فوجئت بمقال رائع بقلم د. سيد البحراوي الناقد الكبير والأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة - عن مسرحيتي "ولكنه موتسارت " في جريدة البديل بتاريخ 21 مارس 2009 ، المقال أكثر من رائع يا أصدقائي وأشكر عليه د. سيد بشدة وأرجو أن أظل عند حسن ظنه وظنكم في الكتابة الأدبية بإذن الله

سوف ينشر المقال أيضاً علي موقع بص وطل ، وهو منشور بالفعل علي الموقع الإلكتروني لجريدة البديل ، ولينك المقال

http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=49491&Itemid=39


وهذا هو نص المقال بالكامل يا أصدقائي


عمود " أفق "

بقلم : د. سيد البحراوي

جريدة البديل بتاريخ السبت 21 مارس 2009



مأساة المسرح ولكنه موتسارت


سألني صديق زائر عن مسرحية جيدة يستطيع مشاهدتها ، فتحيرت ، فليس هناك فعلاً مسرحيات جيدة ، علي مدي سنوات طويلة ، سوي بعض الأعمال المعاد عرضها " ريبرتوار " ، وهي تقدم علي نحو غير منتظم أو ممتد ، أتحدث هنا عن المسرح الحقيقي ، وليس الهلس الذي تقدمه بعض الفرق الخاصة ، هذا المسرح الحقيقي تم تدميره عبر سنوات طويلة من عمر الوزير فاروق حسني ، حيث تقلصت الميزانيات إلي أقصي درجة ، وأهملت المسارح والفرق ، لصالح شيء وحيد يسمي المسرح التجريبي ، والأدق أنه تخريبي قصداً . وقد انعكست هذه الأزمة علي مجمل عناصر العمل المسرحي نصوصاً وعروضاً ، فطالما أنه ليس هناك عروض مسرحية محترمة ، فلن توجد أجيال جديدة لا من المخرجين ولا الممثلين ولا الكتاب ولا مختلف العناصر الأخري ، وحين توجد عناصر ممتازة في هذه التخصصات فسرعان ما توأد لصالح المحاسيب والمخربين إلي درجة أنني تخيلت أن نبع الإبداع المسرحي قد جف .
لهذا السبب فقد فوجئت بهذا النص الذي أرسلته إليّ الكاتبة الشابة - التي أعرفها - لمياء مختار ، بعنوان " لكنه موتسارت " الصادر عن دار النشر الجديدة " اكتب " . ومصدر المفاجأة هو الإمكانات الهائلة التي يحفل بها النص من حيث الموضوع والقدرة علي الكتابة والرؤية الدرامية - التي تتجاوز التأليف إلي الإخراج .
النص عن حياة فولفجانج موتسارت المؤلف الموسيقي النمساوي الشهير ، وهو شخصية إنسانية شديدة التركيب والتعقيد سواء من حيث حياته وسلوكه أو إبداعه ، ولذا فهي مثيرة للجدل الشديد بين المؤرخين والمبدعين في مختلف الأنواع الفنية " موسيقي / مسرح / سينما - إلخ " . ومع ذلك فقد استطاعت الكاتبة - بعد - دراسة مستفيضة للشخصية - أن تجد زاوية جديدة لفهم الشخصية والمجتمع الذي عاشت فيه وعصرها المزيف رغم الأبهة والرفاه المشهورين عن " فيينا " في ذلك الوقت ، وهذا لا ينفي طبعاً أن الكاتبة قد استفادت من الزوايا والرؤي التي سبق أن قدمت في أعمال فنية ، ولا شك أنه مما ساعدها علي ذلك وعيها الشديد بخصوصية الدراما في المسرح والتي تختلف عن السينما أو الموسيقي ، وهي خصوصية الصراع الذي يخلق أو تخلقه المفارقة وما يؤديانه من توتر دائم ، يمتد عبر النص من أول لحظة حتي آخر لحظة ، عبر بنية غير تقليدية ، لا تقوم علي الفصول ، وإنما علي المشاهد " 12 مشهداً " تتراوح بين الحوار والوصف والسرد والتعليمات الإخراجية " خاصة بشأن التداخل الموسيقي كخلفية للحوار " ، والمبهر في هذا النص أن دراميته لم تتعارض مع طاقة لغوية شعرية عالية تنبع من انتماء للغة العربية عميق ، ندر أن نجده في أي من كتابات الأجيال الجديدة .
لمياء مختار كاتبة مهمة أرجو ألا تضيع أو تجهض .

سيد البحراوي

صورة للكاتبة الشابة لمياء مختار مع أستاذها الكاتب الكبير أنيس منصور في المجلس الأعلي للثقافة في 25 يونيو 2009